سر حزنى

سر حزني

أنا ابنُ الوطنِ سخيُّ الدمِ
أهدرتُ العمرَ في دفترِ الشعرِ
الشعرُ لا يخبزُ العيشَ
وما وهبَ السلاحَ للجيشِ
مَا فكَ حجابَ الحزنِ
المدفونَ في أعتابِ الدَّهْرِ
فنمْتُ علَى سريرِ الترجيِ
أغربلُ الجرحَ فيخر ُّالقيحَ
/
أكتبُ عن الحبِ
فيبقرُ الكُرهُ بطنَ القدسِ
أطلبُ الحقَ بالحرفِ المهذب ِ
فيدخَّنُ إلهَ التبغِ
بغدادٍ لفافةِ سخرة
وفي حَلَبٍ
الملحُ سديمُ ابتسامةِ الفستقِ
معراجُ صعودِ القمرِ
أيسرُ من تسلقِ الهضبةِ
يمزقُ الدكُ جذورَ شجرةِ الأرزِ
فسيفساءُِ الغدرِ
تبرقُ على بابِ الفتنةِ
/
أحلمُ بقتلِ دبابير الحزنِ
لدغَتْ عقاربُ المنيةَ جلدَ الحلمِ
والسمُ يسري في خريطةِ العربِ
دمعُ السوالف ِ
يرسمُ أبيضَ الشَّعر ِ
على خدودٍ ترتقبُ قُبلةَ النصرِ
30
وأكتبُ نفسي
و أكتَُك ِ يا بلدي
تاريخًا يُرْوَى مِنْ بعدِي
ولا الحزنُ قاتلِي ولا الدمعُ
ولا كلُ بحورِ الدمِ في الوطنِ
لكني أحزنُ من عمقِ الحرفِ
من قلبِ قصيدةِ الشعرِ
/
وسرُّ حزنِي
إنَّ أرضَي مدارُها السقمِ
قلمُ التاريخِ مرتبك الخطِ
دَوَّنَ خطايانا بلونِ الذنبِ
جندٌ كأنثى الليلِ توسدَ المحنةَ
الهدفُ لقاحٌ ضلَ النخلَ
فهوَى في حضنِ حذاءِ الوحلِ
اكرهني يا وطني
حبُكَ باهظُ الثمنِ
يغربُ صباحات القلبِ
فخاماتٌ .. جلالاتٌ .. وساداتٌ
جعلوني أضعفُ من ضعفِ الضعفِ
وفي عيني
دمعِ اللوزِ حينَ يُطردُ مِنَ القشرِ